الامام الحسين (ع) .. وثورته السلطوية لم يكن قط امر الامام الحسين تضحويا فقط ولم يكن مجرد اشعار وتنبيه بالمبدأ والاخلاق والدين بل كان مشروعا سياسيا عظيما (هذا من جهة) اذ انه علينا فعلا ولزاما ان نسلط الضوء عن مفهومنا لثورة الامام الحسين عليه السلام من ناحية مادية ترتبط بشعور قائد آنذاك وجوب التحرك والخروج بكل ما اوتي ليعلن عن نفسه زعيما لدولة اسلامية . فليس عيبا ولا حراما ولا اي شيء يشوب ذلك فطلب الرئاسة حق شرعي واخلاقي وعرفي ، لأن فيه الاصلاح والصلاح والكل يعلم ما نمر به من ويلات ومحن بسبب فساد الرئاسة وزعامة الدولة وهذا مشابه الان لعام 61 للهجرة ، اذ انه لا بد الان من حسين ياتي ولكن لا يقتل بل يحكم فعلا . فقد يفسر البعض حركة السبط الشهيد الامام الحسين بن علي بن ابي طالب في عاشوراء عام 61 للهجرة، على انها (خروج على السلطة) والصحيح هي انها (خروج للسلطة) والفرق، كما هو واضح، كبير جدا، فالتفسير الاول يقصد منه الطعن بشرعية الحركة، اما الثاني فيعني بان الحركة تتمتع بالشرعية الذاتية، اي انها تحمل شرعيتها بذاتها وليس بعوامل خارجية او مساعدة. فالتفسير الاول هو الشائع بين صفوف اذهان الناس اي ان الامام الحسين عليه السلام خرج على يزيد ذلك الحاكم الجائر الذي ملأ الارض ظلما وجورا فكانت ظروفه عليه السلام تستوجب وتلزم ان يقوم بحركة وثورة كانت ومازالت وستبقى منقطعة النظير . ولكن التفسير الثاني ان الحركة هذه تتمتع بالشرعية – فكما قلنا – ليس حراما ان تطلب السلطة لأن فيها الاصلاح والصلاح وهذا تجسيد لقوله (ما خرجت اشرا ولا بطرا ولكن خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي محمد) فالاصلاح يعني عكس الفساد ، فلم يرشح نفسه عليه السلام اشرا ولا بطرا ليكون قائدا ورئيسا للامة . ما يعني ان طلب السلطة أو ممارستها ليس عيبا كما انه ليس عملا مشينا ابدا، شريطة ان يكون طالبها على قدر المسؤولية، خاصة عندما يكون مثل هذا الطلب لتحقيق العدل وانصاف المظلومين وطرد الفاسدين، اذ يكون في مثل هذه الحالة واجب شرعي على القادر على تحمل مسؤوليته ان يتصدى له مهما كان الثمن، والى هذا المعنى اشار الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام الذي طلب السلطة اكثر من مرة منذ وفاة الرسول (ص) كما في قوله عليه السلام مثلا {اما والذي فلق الحبة، وبرا النسمة، لولا حضور الحاضر، وقيام الحجة بوجود الناصر، وما اخذ الله على العلماء الا يقاروا على كظة ظالم، ولا سغب مظلوم، لالقيت حبلها على غاربها، ولسقيت آخرها بكاس اولها، ولالفيتم دنياكم هذه ازهد عندي من عفطة عنز}. وعلى هذا الاساس يجب من يريد السلطة ويمارسها ان يكون فعلا يتمتع بمفهوم شامل وواسع لأحتضان كل الاطياف والانماط لكي يكون انموذجا يحتذى به ... ويجب ان تتوفر شروط لذلك ويجب تهيئة وتحضير كل ماهو مناسب لكي يرفع هذه الغمة عن هذه الامة . وما التحضيرات تلك الا بجس نبض الشارع العراقي الان وكيف انه مخدر بالامويين الفاسدين الان والذين لم يلحقوا بالعراق الا الفساد والدمار والخراب فكان لابد من نهضة مماثلة حسينية لكي تغير الواقع وتقلب الموازين . والعجيب ان الذي يبعث على الدهشة والغرابة حقا، هو طريقة تفكير بعض ممن يذوب في الحسين عليه السلام وثورته وحركته واهدافه ومبادئه، والتي تدفعه الى عدم الاعتقاد بتفسير حركة الامام عليه السلام على انها (خروج للسلطة) على اعتبار ان مثل هذا التفسير يعطي معنى (طلب الامام للسلطة) وهذا ما يقلل من قيمة الامام ويخدش بعصمته ومكانته في قلوب المؤمنين، ولذلك يكفر امثال هؤلاء بمثل هذا التفسير والمنطق ليحفظوا للامام منزلته وقدسيته في قلوبهم، على حد زعمهم، ثم تراهم يلجأون الى التفسيرات الغيبية لمجمل واقعة عاشوراء هربا من اعمال، بكسر الالف، العقل والمنطق السليم في تفسير حركة الامام الحسين عليه السلام التفسير الصحيح والصائب والمعقول. وهذا كما اسلفت غير معقول فالقرآن يدل على ذلك مثلا في قول يوسف عليه السلام {اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم} وكذلك في قوله عز وجل على لسان نبي الله سليمان عليه السلام {قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي انك انت الوهاب} كما يذكرها القرآن الكريم في قصة النبي داوود عليه السلام مع جالوت بقوله عز وجل {فهزموهم باذن الله وقتل داوود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ولكن الله ذو فضل على العالمين} وفي اخرى متحدثا عن عدة انبياء {اولئك الذين آتاهم الكتاب والحكم والنبوة فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين} وفي قصة النبي يحيا {يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا} فهذا كلام ربنا تعالى صريح وواضح فالحكم واجب شرعا وعقلا للارتقاء بالانسانية من الادران والسمو بهم في طقس الانسانية الحقيقية وهذا ما عمده الامام الحسين عليه السلام بثورته والتي هي الاساس الذي نرتشف منه المفهوم الاصيل والمتين للدولة والسلطة سواء كان طلبها او التحرك ضدها وليس عيبا ولا حراما ولا اي شيء ان احد ما طلب الرئاسة والسلطة في ظروفها الصحيحة وان يكون اهلا لها . اذن ، ثورة الامام الحسين عليه السلام يمكن ان تعتبرها سلطوية فريدة من نوها ومنقطعة النظير .. فهو لم يرد عليه السلام ان يذكر اسمه للبكاء او اللطم او العزاء ونحوها بل اراد ان يكون الوعي والادراك ودرأ المفسدين هو الحظ الوافر من نهضته وان تكون الحكومة والسلطة بيد اناس اهلا لها وليس يزيديين امويين مسكوا البلاد ولم نرَ منهم الا الدمار والخراب والفساد . وهنا يرد سؤال ، ما المطلوب من عندنا نحن كحسينيين وعراقيين ؟ والجوب بديهي وجلي ، هو ان ننحى منحى سيدنا ابي عبد الله عليه السلام ويجب ان نخرج ضد السلطة ونطالب بها ، ويجب ان تتوفر الظروف لذلك من فهم ووعي وإدراك تام وكامل ويجب ان نفجر صمت الضمير المطبق ونحيي الاخلاق والقيم والمبادئ حتى نهنئ بعزة وكرامة وشموخ ورقي في دولة يُعز بها الاسلام واهله ويُذل بها النفاق والفساد واهله. فالسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين |
http://groups.yahoo.com/group/Ali_valiyollah
به دوستداران اميرالمومنين علي (ع) بشارت رستگاري باد.از شما بزرگواران دعوت مي شود تحقيقات و مطالب و آيات و روايات پيرامون ايشان و سلاله پاكش را براي اين گروه ارسال دارند تا شيعيان ايشان از آن بهره مند گردند . از آنجا كه گروه آزاد است خواهشمند است در ارسال مطالب دقت فرماييد
التماس دعا
دوستداران اهل بيت عصمت و طهارت
No comments:
Post a Comment